التنمر
هل لاحظت تغيراً مفاجئاً في موقف ابنك أو بنتك من المدرسة؟ هل كان يستيقظ باكراً مليئاً بالنشاط و الحماس للذهاب إلى المدرسة ثم تحول فجأة إلى كاره لها متظاهر بالتمارض حتى لا يذهب إليها؟ هناك احتمال أنه تعرض للمضايقة من قبل من هو أقوى منه جسدياً أو تأثيراً اجتماعياً أو سيطرة. لقد أطلعت شخصياً في إحدى المدارس على حالة أحد الطلاب، كان متفوقاً في جميع المجالات، وفجأة انحدر مستواه التحصيلي، وأصبح منطوياً كثير الغياب والتأخر، كانت حالته محيرة – بالفعل – لمعلميه ولإدارة المدرسة ولأسرته، لكن المرشد الطلابي وحده في المدرسة هو الذي استطاع أن يتعرف على أسباب المشكلة: الطالب تعرض لضغوطات من بعض زملائه الطلاب حيث كانوا يريدونه مسايرتهم في بعض السلوكات الخاطئة، ووصل بهم الأمر لحد التهديد بتلفيق تهم تسيء إلى سمعته, هذا الطالب لم يأت من أسرة منفتحة على أبنائها، تشاركهم في مشاعرهم، وتتعرف على مشكلاتهم، وتتابعهم في جميع شؤونهم، كان هناك تباعد نفسي بين أفراد الأسرة، كل منهم كان يعيش في عالمه الخاص رغم أنهم يعيشون تحت سقف واحد. كان علاج مشكلة هذا الطالب سهلاً للغاية بعد التعرف على أسبابها. تعاملت المدرسة بشكل حازم مع من كان يضايقه وعادت أموره طبيعية واستطاع الاستمرار في مسيرة التفوق والتميز
سواء كان ذلك بالتحرش اللفظي، أو الاعتداء الجسدي، أو الإكراه أو التهديد، أو في أي شكل آخر يعتبر التنمر Bullying أحد أكثر المشكلات انتشاراً في المدارس وأشدها خطورة، ولم يقابل انتشارها أو خطورتها تدخل فاعل، أو حتى محاولة للفهم من الجهات التعليمية في الكثير من دول العالم.
هناك قصور كبير في أساليبنا التربوية سواء على مستوى المنزل أو المدرسة بحيث تسمح هذه الأساليب لمشكلة التنمر بأن تقضي على براءة الطفولة وتحولها إلى رحلة عذاب، فالتعليم لا يركز على إكساب الطالب المهارات الاجتماعية التي تجعله قادراً على التعامل مع الضغوط والتهديد والبحث عن المساعدة عند ما يحتاجها، والكثير من الأسر تفتقد التواصل مع أبنائها وبناتها بشكل جيد، بل قد لا يتواصلون معهم على الإطلاق للتعرف على حاجاتهم ومشكلاتهم، والمعلم قد انحصر دوره في تلقين الطالب " محتوى " المقرر الدراسي، ولا يتعدى ذلك إلى مساعدة الطالب في التعامل مع مشكلاته، و مدير المدرسة لا يبني جسوراً مع طلابه تشجعهم على التواصل معه حول أي سلوك خاطئ في المدرسة ولا يسعى لوقاية طلابه من التعرض للإيذاء أو التهديد بعدم التهاون مع أي مؤشر يدل على احتمال وجود شيء من ذلك في المدرسة.
باختصار شديد نستطيع أن نقول : إننا بصفتنا تربويين والأسر والمجتمع بشكل عام نحن جميعاً مقصرون في فهم هذه المشكلة و التعامل معها بفاعلية.
سواء كان ذلك بالتحرش اللفظي، أو الاعتداء الجسدي، أو الإكراه أو التهديد، أو في أي شكل آخر يعتبر التنمر Bullying أحد أكثر المشكلات انتشاراً في المدارس وأشدها خطورة، ولم يقابل انتشارها أو خطورتها تدخل فاعل، أو حتى محاولة للفهم من الجهات التعليمية في الكثير من دول العالم.
هناك قصور كبير في أساليبنا التربوية سواء على مستوى المنزل أو المدرسة بحيث تسمح هذه الأساليب لمشكلة التنمر بأن تقضي على براءة الطفولة وتحولها إلى رحلة عذاب، فالتعليم لا يركز على إكساب الطالب المهارات الاجتماعية التي تجعله قادراً على التعامل مع الضغوط والتهديد والبحث عن المساعدة عند ما يحتاجها، والكثير من الأسر تفتقد التواصل مع أبنائها وبناتها بشكل جيد، بل قد لا يتواصلون معهم على الإطلاق للتعرف على حاجاتهم ومشكلاتهم، والمعلم قد انحصر دوره في تلقين الطالب " محتوى " المقرر الدراسي، ولا يتعدى ذلك إلى مساعدة الطالب في التعامل مع مشكلاته، و مدير المدرسة لا يبني جسوراً مع طلابه تشجعهم على التواصل معه حول أي سلوك خاطئ في المدرسة ولا يسعى لوقاية طلابه من التعرض للإيذاء أو التهديد بعدم التهاون مع أي مؤشر يدل على احتمال وجود شيء من ذلك في المدرسة.
باختصار شديد نستطيع أن نقول : إننا بصفتنا تربويين والأسر والمجتمع بشكل عام نحن جميعاً مقصرون في فهم هذه المشكلة و التعامل معها بفاعلية.
No comments:
Post a Comment