Friday, October 2, 2015

في مسألة الطفل: كلنا مقصرون

في مسألة الطفل: كلنا مقصرون

خمس أطفال السعودية يتعرضون لاعتداءات بأشكال مختلفة!!! وخلال العام الماضي "وحده" استقبلت صحة جدة "وحدها" 82 حالة اعتداء وتحرش جنسي ضد أطفال ذكور، وكانت نسبة الاعتداءات التي يتعرض لها الأطفال من قبل السائقون والخدم مابين 27 إلى50%.

هذه الإحصاءات التي قدمت في ورشة العنف الأسري المقامة بمستشفى الحرس الوطني بجدة ونشر تقرير عنها في صحيفة الوطن في 8/2/1427هـ مخيفة رغم أنها لا تقدم الصورة الحقيقية للواقع. الكثير من الحالات لا يتم الإبلاغ عنها من قبل الأسرة بسبب الخوف من المساءلة أو الفضيحة أو غيرها. أو لأسباب أخرى تطرقت إليها الندوة مثل بطء الإجراءات في المحاكم وما قد تمثله إجراءات الشرطة من إعاقة لبعض الحالات وتأخير إسعاف بعض منها.
والمؤلم كذلك أن إيذاء الطفل يمتد إلى المدرسة ، المؤسسة التي يفترض أنها تدار من قبل تربويين يحرصون على عدم تعرض الطفل لأدنى إيذاء يمس شخصيته ناهيك عن أن يكون هذا الإيذاء في محيط المؤسسة التي يديرونها.
حماية الأطفال من الإعتداء وإساءة المعاملة مسؤولية مشتركة بين أطراف عدة يأتي في مقدمتها الأسرة والمدرسة والمؤسسات الصحية والأمنية والقضائية والإعلامية. آن الآوان أن نعترف بوجود هذه المشكلة في مجتمعنا والتعامل معها بكل حزم وجرأة ووضع القوانين والأنظمة التي تكفل التعامل مع من يعتدي على الطفل جسدياً أو نفسياً بكل حزم وسرعة.
الأسرة بالتحديد يمكن أن تؤدي دوراً وقائيا كبيرا إذا تم التوجه لها ببرامج تهدف إلى تعريفها بالعوامل التي تؤدي إلى إيذاء الأطفال ومؤشرات تعرضهم للإيذاء الجسدي والجنسي وكيفية الوقاية من ذلك. إن معرفة الطفل بالحدود الطبيعية للعلاقة مع الآخرين والمؤشرات على تجاوز تلك الحدود أمر في غاية الأهمية. إفتراض أن الطفل يعرف ذلك بالفطرة خطأ جسيم، فالكثير من حالات الاعتداء على الطفل تستغل جهله وضعفه وعدم قدرته على إدراك تحرشات الآخرين وطبيعتها.
إن بناء علاقات قوية مع أبنائنا وبناتنا تسمح لهم بالحديث معنا عن آمالهم وتطلعاتهم ومشكلاتهم ومخاوفهم بانفتاح وطمأنينة هو السبيل لوقايتهم من التعرض للتحرش أو الاعتداء. كما أن تعليم الأطفال كيفية طلب المساعدة ومن أين يحصلون عليها وإتاحة وسائل مساعدة لهم سوف تسهم في الحد من هذه المشكلة.

No comments: